AHMED CAPOO رئيس المنتدى
عدد المساهمات : 175 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/06/2011
| موضوع: بتحبهاااااااااااا لو عاوز تعرف مين اقرائة لااخرة وانتا تفهم شيق الأحد يونيو 19, 2011 8:16 pm | |
| بتحبها ؟
الكاميرا تدور في الشارع باحثة عن فرصة ما, المذيع يجول بنظره ... وقع نظره عليه, مواطن من الدرجة الأولى ... توجه إليه مع المصور الذي يعاني معه حر الصيف وبرد الشتاء والعمل المفتوح المخاطر مع المواطنين ... وصلا إليه ... وبدأ اللقاء ... اللقاء التاريخي
- أهلا وسهلا يا حضرة نظر إليهما بشك واستنكار رادا : - أهلا بيك ياخويا ... خير ؟ - احنا من برنامج "فكر تاني" ... وعايزين نسألك سؤال مهم
ابتسم الرجل بشدة مندفعا إلى نافوخه تلك الأحلام النجومية بظهوره على شاشة التلفزيون, وكيف سيقف أمام مراته ليخبرها بكل فخر أنه "نجم", وسيحترمه بلبل بلطجي الحارة , بل قد يتصل به "بيتر جاكسون" عارضا عليه دور الغوريلا في "كينج كونج 2" .... و ....
- يا إكسلانس ... انت معانا ؟؟؟ - إيه ؟؟؟ .... آه ... أيوه أيوه ... باردون - باردون !!!! .... طيب يا خواجة ... ممكن نسألك "كويسشن"؟ - أكيد ... جو أهيد - طيب نتعرف عليك الأول ؟ - واحد ... واحد مصري - طيب ... انت .... بتحبها ؟ ........ بتحب مصر؟
أجفل الرجل .... اتسعت عيناه , اضطربت شفتاه, ... هل يقصدها ... مصر؟ ... تمتم كعاشق غدرت به حبيبته: - بحبــ .... بحبها ؟ ...... إيه اللي بتقوله ده ... أنا دايب في دباديبها, عاشق لهواها, شارب من نيلها, حابب .... - طيب ... طيب ... من غير أفلام ... بتحبها ليه ؟ - ليه ؟ .... إزاي يا باشا تقول كده ... ليه؟ ... دي مصر اللي اديتني كل حاجة , اللي عملتلي كل حاجة, متقولش مصر اديتني إيه , قول ... - ... إديت إيه لمصر, عارفين الحورات الحمضانة دي ... بس احنا في البرنامج بنقولك فكرتاني ... هي اديتك إيه ؟ - كل حاجة, كل حاجة حضرتك - زي ؟ سكت ... شخص ببصره يفكر, "صحيح, إديتني إيه؟" ... نقل بصره بين المذيع والمصور ومجموعة الناس التي اجتمعت حوله لعلها تظفر بفرصة للظهور في الصندوق العجيب ... - بنقولك تاني .... إديتك إيه ؟ - مفيش اختيارات يا باشا ؟ نقل المذيع والضيف كليهما نظرهما لصاحب الصوت الذي أطل برأسه من وسط الزحام مطلقا هذا السؤال ... رمقاه بنظرة "من ساسه لراسه" ذهابا وعودة ... فانكمش بين الرؤوس الأخرى في خجل بينما عادت الحياة لطبيعتها أمام ا الكاميرا - رد يا واحد يا مصري ... اديتك إيه ؟ ... اديتك شهادة ؟ - وثائق ومكتبات وربك يافندم - ودي تشتغل بيها إيه ؟ - رف في مكتبة, جلدة في كتاب, دودة في موسوعة ... أي حاجة تأكل عيش ... - واشتغلت إيه في الآخر ؟ - نقاش في حارتنا - وبتعمل كام في الشهر ؟ - من 300 لحد 500 لحلوح - بيقضوك ...؟ - أيوه ... بيقضوني أنا ... أكل وشرب ومواصلات ... التفكير في الجواز عيب, الرفاهية ممنوعة, الحاجة الساقعة بتدمر الميزانية - طيب ... اديتك إيه بقى ؟؟؟
سكت ثانية ... أكيد هيه اديته حاجة, مش ده اللي بيقولوه على طول في الإعلانات والأغاني؟ ... بس صحيح, هوه كل ما كان يسأل كانوا يردوا : متقولش مصر اديتك إيه ... قول إديت إيه .... بلا ... بلا ... بلا حاول الاعتراف ... هوه مخدش منها حاجة ... لكن نفسه أبت ... دي مصر : - ربتني ... أكلتني زرعها ... شربتني نيلها ... سكنتني تحت سماها - ليه ؟ ... مش انت اللي بتدفع حق الخضار؟ ... مش انت اللي بتكع فاتورة الميه؟ ... مش أبوك اللي طلعت عينه في قسط الشقة ؟ كاد أن يسكت ثالثة , لكنه قرر قلب الترابيزة : - شكلك عميل ... أو من مخابرات دولة تانية ؟ ... انت مين ياض ؟ نظر له المذيع بثقة : - أنا مصري ...وابن مصري ... بس بحب الصراحة - صراحة إيه ؟ - صراحة إن البلد دي طلعت عيني في المذاكرة, وفي النهاية مدخلتش الكلية اللي نفسي فيها ... يبقى ما اديتنيش علم ... كافحت واتعلمت المجال اللي عايزه من على النت, واشتغلت مع قناة بره ... يبقى ما اديتنيش وظيفة ... اشتريت أرض وبنيت بيت , كانوا هيهدموه لولا دفعت رشاوي ... يبقى عامل مكاني بفلوسي ... تقدر تقولي عملتلي إيه ؟ - ازاي؟ ... انت أكيد مش مصري, انت خاين - هوه ده ردك الوحيد ؟ ... عشان بواجهك بالحقيقة تقولي خاين ؟ .... هوه أنا دخلتلكوا الاستعمار؟ هيه اللي دخلته ... هوه أنا اللي عملتلكوا الذل ؟ .... هيه اللي فيه من ساعة ما اتولدت ... لا ليها حاجة عندي, ولا ليا حاجة عندها - يعني ما استلفتش منها حاجة قبل كده ؟ - لأ ... هيه اللي خدت مني الجزمة والهدوم وسابتني عريان لما كنت بدرس لوحدي في الجامعة ... هيه اللي سابت البلطجية يضربوني وياخدو أول مرتب قبضته ... هيه اللي دخلتني التخشيبة لما خبطتني عربية بدعوى إني – كواحد بيعدي الشارع- مكنتش معلق نمر, عشان الأخ سواق العربية يقرب للبيه المسئول ... - بس ... بس انت كده بتظلمها ... الناس هيه اللي عملت فيك - ومين اللي جاب الناس ... ومين اللي سايبهم ... و ... صحيح ... إيه مصر أساسا ؟ - مصر ... بلدي ... من الاسكندرية إلى أسوان ... من رفح إلى السلوم - طيب ما السودان كان معانا ... ليه مبقاش مصر ... وليه أنا مش سوداني - إزاي يعني ؟ - يعني لو جيت بكره وقولتلك مصر أعلنت حدودها من الجيزة لأكتوبر ... يبقى الأخ البني سويفي يعتبر أجنبي ... ولو أعلنوا بولاق الدكرور مقر الحكومة ومنتهى الدولة, يبقى بتوع شبرا محتلين للأرض ... يا عم الحاج ... ده واحد جه , واحتلك, وقسمك, وقالك, انت مصر, من هنا لهنا ... روحت انت فرحت وهتفت بالروح والدم, وألفتلي مصر هي أمي, ولو سألتني ... وهلم جراً - بس برضه, مهما عملت فيا ... أنا مصري... وبحبها - يبقى انت بتحب الشقا - لا يافندم ... طب بقولك ... انت بتحب أمك ؟ - إيه السؤال الغريب ده ... أكيد طبعا - طيب ولو زعقتلك ؟ ضربتك ؟ شتمتك ؟ - أستحملها ... جزمتها على دماغي - حتى لو مصرفتش عليك؟ حتى لو طردتك من البيت؟ حتى لو ميزت عليك أخوك ؟ - أكيد ... دي مهما كان أمي - وهي ... مهما كانت ... مصر
سكت الاثنان, سكت الجمهور, سكت الشارع ... ودارت الكاميرا تصور مشهدا صامتا, خاليا من الحروف, بين واحد مصري دايب فيها ... وواحد مصري برضه, طالع عينه منها ...
ويستمر السكوت !!!!
رجاء من الجميع متسيبش التوبيك الا لما تجاوب بتحبها ؟ !!!!!!!!!!
| |
|